الأوقاف: التطوير ممكن
أ.د. سالم بن أحمد سحاب
في الأسبوع الأول من هذا الشهر التقى معالي الشيخ الدكتور/ عبدالله المطلق (عضو هيئة كبار العلماء) بأعضاء لجنة الأوقاف في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة، والتي يرأسها الشريف علاء الدين آل غالب.. وذكر الشيخ أن قصص المشكلات، التي يتعرض لها أصحاب الأوقاف مؤلمة وكثيرة، وأن معظم هذه المشكلات نابعة من تصرفات النظار على هذه الأوقاف.
واقتراح معالي الشيخ «المطلق» التوعية والتثقيف سبيلًا لحل هذه المشكلات التي أحسب أن بعض حالاتها باتت مستعصية، وأن الشكاوى من سوء إدارتها وضعف عوائدها تكاد تكون مزمنة.
لكن هل فعلًا سيقف المجتمع عاجزًا عن تطوير أداء الأملاك الوقفية الخاصة، ونحن في القرن الحادي والعشرين بكل ما فيه من معارف وعلوم وأساليب حديثة وتقنيات ودراسات، وبكل ما عهدناه عن شريعتنا المطهرة من مرونة ومواكبة لمستجدات الزمان وقضايا المكان؟!
الحقيقة التي لا خلاف عليها هي أن أوقاف اليوم تدار غالبًا بنفس أدوات الماضي، نفس الهيكلية، ونفس الإدارة التقليدية ونفس الطريقة القديمة..
الفارق الوحيد هو أن النفوس تغيرت سلبًا عن الماضي، إذ كان النظار والملاك على قلب رجل واحد.. كان الناظر في عين الملاك مؤتمنًا دومًا، وكان الناظر جديرًا بحسن الظن وصفاء النية.. وحتى لا أدخل في منطقة التعميم الجائر، فإن كثيرًا من النظار لا يزال كذلك، لكن الدنيا غيرت عددًا منهم، كما غيرت نفوس بعض الملاك كذلك، فبات الشك هو الأصل وبات حسن الظن مفقودًا لدى البعض حتى يثبت العكس.
لكن حتى مع افتراض توافق الملاك والناظر، فإن من المؤكد غالبًا أن الأدوات القديمة لم تعد مناسبة لعالم اليوم البالغ التعقيد المتعدد الفرض.
ولذلك فغالبًا ما تفوت على الملاك فرصًا قد لا تكون سهلة لتنمية موارد أوقافهم، ولتحسين عوائد دخلهم. وللعلم فإن كثيرا من الملاك يعتمد على هذه الموارد الوقفية بصورة أساسية، وقلما يجدون غيرها داعمًا أو بديلًا.
اقتراحي المتواضع أن يُعهد بالنظارة إلى مؤسسات إشرافية مالية اقتصادية موثوقة تمتلك من العلم والأدوات والتقنيات والخبرات ما يكفل للعوائد الوقفية نموًا مضطردًا وتطويرًا مستمرًا ومتابعة للفرص وسعيًا دائبًا لعمل مؤسسي مهني محترف.
المصدر: