أوقاف مدينة مكة المكرمة
زهير كتبي
تعد مدينة مكة المكرمة أول وأفضل مدينة بها أوقاف إسلامية متعددة الاستفادات والمجالات والتخصصات، فما أكثر المحسنين وأهل الإحسان الذين أوقفوا أموالهم وعقاراتهم بمكة المكرمة.
ومن الأوقاف المشهورة أوقاف الأغوات التي تجاوزت مبالغها أكثر من 8 مليارات ريال داخل وخارج بلادنا. ولكن للأسف هذا الوقف لم يستثمر جيدا. بل استغل أسوأ استغلال من قبل بعض المستثمرين.
وأوقاف مكة المكرمة تحتاج إلى تكوين مجلس أوقاف من رجال أعمال واقتصاديين وعضو شرعي ومهندسين لإعادة صياغة المشروعات الاستثمارية المهمة. فالوقف في استثماره لا يحتاج إلى شرعيين فقط بقدر ما يحتاج إلى رجال الفكر الاقتصادي.
والغريب أن المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وهيئة معاشات التقاعد وغيرها من المؤسسات الاستثمارية والربحية تقوم باستثمار أموالها ومدخراتها بمكة المكرمة وأقامت أبراجا ضخمة بها باعتبارها أحد أهم المراكز والمواقع الاستثمارية بالمملكة وعائداتها مستقرة وقيمتها السوقية في ارتفاع مستمر.
وهنا أتحدث عن الأوقاف المسؤولة عنها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، فلا نعرف عنها أي شيء، أرقامها، مشروعاتها، اتجاهاتها الاستثمارية وغيرها. فمن باب الشفافية والوضوح يفترض أن تكون وزارة الأوقاف واضحة جداً وتعلن عن كل ذلك على الملأ. فأين الجهات الرقابية مثل هيئة الرقابة والتحقيق ومجلس القضاء الأعلى وهيئة مكافحة الفساد (نزاهة).
نريد أن نرى مشروعات الأوقاف المسؤولة عنها وزارة الأوقاف على شكل أبراج ضخمة، أو إقامة أسواق مركزية كبيرة وضخمة جداً بمكة، نريد أن نرى مساكن مجهزة ومناسبة للفقراء والضعفاء والمحتاجين الذين لا يجدون مساكن لهم.
آمل من صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة أن يأمر بفتح هذا الملف المهم والحيوي والاقتصادي، والذي يمكن الاستفادة منه في الإنفاق على الفقراء والضعفاء والمحتاجين، وتصحيح كثير من الأمور والإجراءات المتعلقة بهم. فلا داعي لحفظ وتكديس أموال الأوقاف بمكة المكرمة في مؤسسة النقد السعودي، دون الاستفادة منها.
وهذا أكده سعادة الشيخ صالح كامل في تصريح مهم له نشر بهذه الصحيفة، جاء فيه: وأرجع الشيخ صالح كامل في جلسة (دور الإنماء في محاربة الفقر)، تدهور الأوقاف في الدول الإسلامية لأسباب منها هيمنة الحكومة، الأمر الذي دفع بكثير من الناس إلى العزوف عن التوقيف. وأشار إلى أن دولاً إسلامية منحت القطاع الخاص حق إدارة الأوقاف وتطويرها. مؤكداً أن محاولات مستميتة تجرى منذ عام 2008 لتحويل الأوقاف إلى الغرف التجارية ولم يتم التوصل إلى نتائج ملموسة حتى الآن.
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض ، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.
المصدر:
أخبار مكة