لقاء مفتوح مع معالي الشيخ الدكتور عبدالله المطلق
ألقى معالي المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله المطلق، محاضرة قيمة حول فضائل ومراتب ومناهج المشاريع الوقفية.
وقال فضيلته في الأمسية التي نظمتها لجنة الأوقاف في غرفة الرياض مساء الثلاثاء 1/مايو، وقدمها نائب رئيس اللجنة راجس الدوسري وأدارها د. حسن الشريم بحضور جمع من أصحاب الفضيلة العلماء ونظار الأوقاف وممثلي الواقفين ورجال الأعمال؛ حيث قال إن أفضل الأوقاف هي لمن يوقف في حياته وليس من يوقف له بعد مماته، وهناك من يوقظ الله الخير في قلوبهم فيشتغلون لأنفسهم وهم أحياء، ووفقهم الله في تشييد عشرات المساجد والمدارس والمرافق الخيرية، وحث الواقفين على أن يتبنوا الجوانب والمجالات الداعمة للمجتمع؛ لأنها عظيمة المنفعة الممتدة في الأجيال اللاحقة.
وضرب عدداً من الأمثلة على هذه المجالات، مثل تبني نفقات علاج بعض الأمراض السارية والمعقدة كعمليات القلب المفتوح والفشل الكلوي إلخ، والتعليم.
واقترح أن تتم إعادة دراسة بعض الأوقاف الصغيرة في القرى وهيكلتها؛ لتتمكن من تعظيم فوائدها وعوائدها على الناس والخدمات المستهدفة.
ومن الأوقاف التقليدية التي ما زالت سارية وسط شرائح كبيرة من الناس في هذه المنطقة ما يسمى أوقاف الأضاحي، وقال إن الناس ليسوا بحاجة إلى اللحم في زماننا، وبعض الخيرين المقتدرين يرصد سنوياً عشرات الملايين ويكرسها لتوزيع الأضحية واللحوم، وعلى مثل هؤلاء أن يفكروا في مجالات أكثر فائدة للناس بدلاً من اللحوم.
ورداً على سؤال عن دور مجلس النظارة في تعديل وتحسين اتجاه مصارف الوقف، قال معالي الشيخ المطلق إن الناظر أمين الواقف وشريكه في الأجر، ومسؤولية الناظر تكون في مرتبة الحكم والتقييم والتدقيق، وعليهم أن يبذلوا جهوداً في المتابعة والمنهجية والاستماع إلى النصيحة والمشورة، في سبيل تطوير عوائد المشروع الوقفي، فالمؤمن باحث عن الحق دوما، ويقول دائماً الحمد لله الذي هدانا إلى هذا عند تلقي النصيحة.
وحول سؤال عن السر وراء اهتمام الدول الغربية بالأوقاف العلمية والبحثية، بينما المجتمع الإسلامي لم يوفق في توجيه الأوقاف نحو هذا الميدان ذي الفائدة العظيمة، قال المطلق إن لدينا عديدا من الجامعات ودور العلم التي نهضت على الأوقاف، إضافة إلى الجهد الحكومي، لكنه أكد أن البحث العلمي ودور العلم بحاجة لمزيد من التخصيص الوقفي لفائدته العظيمة للمجتمع.
وقال إن من الخطأ الاعتقاد أن الأوقاف يتبناها فقط التجار ورجال الأعمال، ولماذا لا نجعل الأوقاف والمشاريع الوقفية في صيغ الأسهم الفردية والمشاركة الجماعية كما يمكن أن تكون المساهمة بـ100 ريال وما دونها؟ علماً بأن الأوقاف المشتركة يمكن أن تحقق المعجزات، وتوسع الأجر والثواب، وتشجع على قيم الفضيلة الوقفية في المجتمع كله.
المصدر: